{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)}قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [3] قال: اسم اللّه الأعظم مكنى عنه في ست آيات من أول سورة الحديد من قوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ} [3] وليس المعنى في الأسماء إلا المعرفة بالمسمى، والمعنى في العبادة إلا المعرفة في العبودية. ومعنى الظاهر ظاهر العلو والقدرة والقهر، والباطن الذي عرف ما في باطن القلوب من الضمائر والحركات.قوله تعالى: {يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} [4] قال: باطن الآية الأرض نفس الطبع، فيعلم ما يدخل القلب الذي فيها له من الصلاح والفساد.{وَما يَخْرُجُ مِنْها} [4] من فنون الطاعات، فتبين آثارها وأنوارها على الجوارح.{وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ} [4] عليها من آداب اللّه تعالى إياه. {وَما يَعْرُجُ فِيها} [4] إلى اللّه من الروائح الطيبة والذكر.